وأغلق الهاتف وفتح الملف وتصفحهُ ثُم نظر لأعضاء فريقهُ قائِلاً بضيق: - الملف ليس به شيء مُفيد، فقط محضر للواقعة وأقوال ليس لها أهمية مِن المسئولين عن المقابر يدافعون بها عن أنفسهم، كأنهُم يُريدون تضليلنا، وأقارب المتوفى نفوا معرفتهُم بالجُثة. فأبعد الملف مِن أمامهُ بغضب حتى كاد يسقط مِن فوق مكتبه قائِلاً: - الأمر مُعَقُد، هل سوف ننتظر حتى تأتي التقارير التي توضح هوية الفتاة؟ بالتأكيد مَن فعل الأمر عَلِمَ باِكتشافنا للجُثة، وسوف يتعامل بحرص حتى لا نصل لهُ. فقال الرائد "فاروق" مُتعجباً: - سيدي نحن حتى الآن لم نرى مسرح الجريمة بأنفُسنا!. فرد بضحكة ساخرة قائِلاً: - وماذا سنستفيد مِن مُعاينة مقابر يدخُلها يومياً مئات ورُبما ألاف، وبالتأكيد أن أي معالم ستكون اِختفت أثارها، فهذه العملية ليست وليدة اليوم... فقاطعهُ النقيب "حسن رفاعي" -ضابط عشريني ذو ملامح طفولية وجسد نحيل وشعر يميل للون البني، يبدوا عليه الحماسة، لا يستطيع التعبير كثيراً- بهدوء شديد قائِلاً: - سوف نتعامل مع روح المكان...