فانقضت عليها تُداعبها وهي تُلقي عليها الوسادة مرة أخرى: - أحسنتي، هيا بنا نعبث معاً هذه المرة. فنهضا سريعاً صوب غُرفة والدتهم المُغلقة ودلفا وهُم ينظرون لها كأنهم يدخلوها لأول مرة، فلم يكن مسموح لهُم بدخولها أثنا حياة والدتهُم إلا خلسة نظراً لصرامتها في التعامُل معهُم، وبعد مُدة مِن البحث لم يجدوا شيء، فقالت لها "نرمين" مُتسائلة: - ألا تتذكري أين شاهدتي عنوان المصحة؟. فقالت بأسف: - لا. فصمتت قليلاً ثُم قالت: - أعتقد أنه كان هُنا على مكتبها. - المكتب أمامك لا يوجد فوقه شيء. وبعد أن فقدا الأمل وهما بالخروج، نظرت "نشوى" خلفها وهي تسير للأمام تحاول أن تتذكر مكان الورقة المتواجد بها عنوان المصحة، وأثناء ذلك تعلقت قدماها في البساط العجمي المفروش وسقطت على الأرض تتألم، وهرولت شقيقتها للاطمئنان عليها ولكن نشوى لم تهتم بِمَ حدث لها وقالت لـ"نرمين" بلهفة: - لا تكترثي يا شقيقتي، لكن ما هذا الذي يلمع؟. - فضحكت "نرمين" بهسترياً قائِلة: - لقد كشف البساط عن مفاتيح الخزنة، وهو المكان الوحيد الذي لم نبحث به عن مُرادنا. - لعل القدر قرر سقوطي بهذا المكان حتى نكتشف الأمر.